لم يلح عليّ من قبل كما يلوح الأن أن أكف عن الحياة في منتصف الليل بكل عذوبة ، وبدون أي ألم .
ليكن كذلك بعد موعدي هذا ، إنها وردتي الغالية ، نعم لقد وعدتني هناك ، وها أنا ذاهب إليها ،لكن من هذا الرجل الذي يركض هنا .
- أنت إلى أين أنت ذاهب ؟ولما تركض ؟؟
يبدو أنك َ لم تعرفني ، أنا سريع ، دائماً أركض ،وذاك الرجل هو وسيط ، دائماً يتمشى ، أما ذاك العجوز الذي يستند على عكازته فإنه بطيء .
- من أنتم ؟ ثم إنتظرني فأنت سريع جداً ...!!!!
- لا أستطيع التوقف ، نحن اللصوص الثلاثة لا نتوقف ، ونسرق أجمل ما عند الناس ، ولم نترك أحداً من شرنا ..نعم لكن يبدو أنك متعب جداً ، إذهب إلى العجوز أفضل لك.
- نعم سأفعل ، ... ، أنت أيها اللص العجوز ما تسرقون ؟؟
- مرحباً بك بني ، نحن نسرق أجمل لحظات الإ نسان ، ولا نلتقي إلا مرتين في اليوم الواحد ، ونتحدث معاً عما سرقنا خلال هذا اليوم ، ولم نترك أحداً لم نسرق منه .
- أقسم أنني لم أفهم شيئاً !! لكن هل سرقتم مني شيئاً ؟؟
- بني نحن نسرق اللحظات من الناس ، لما لا تفهم من نحن !
من الكل بدون إستثناء ، حتى أنت كنا نسرق في الماضي ، لكن جاء وقت أخر أنت أهديتنا الباقي ، إلا أنني لم أراك قط تلبس غير اللون الأسود !! فقط كانت أمك تلبسك ألواناً كاشفة ! ثم ما هذا الثوب الأبيض ؟؟؟
- في الحقيقة لا أعرف ، لم ألبسه ، بل لبسوني إياه ...
- فهمت عليك ، لكن إلى أين انت ذاهب ؟؟؟
- إلى هناك ، موعدي مع الوردة ..
- بني هناك لا مكان ولا زمان ...، ثم سمعتك كثيراً تتحدث عنها من تكون ؟؟
- لقد زرعت وردتأً في حديقة الجمال ، ووعدتها أن أهتم بها ، لكن قبل أن تتفتح الوردة ، ..، وأن أراها ، .... ، كان يوماً مظلماً جداً، بل كان جحيماً ، لم أرى شيئاً ، فقدت الحديقة ، ولا اعلم ما حل بالوردة ، وافنيت عمري بحثاً عنها ، أرجوك أيها العجوز دعني وشأني ، أريد الذهاب فقط ...
- فهمت عليك إذهب ، وفقك الله ، ولا تخف ، كلها خطوة واحدة وتصل هناك ..
- لم أعرف الخوف أبداً ، لكنني اخاف أن تتأخر !! ...
- لا تخف وإذهب فقط ، قلت لك ، ... ، خطوة واحدة ...
وإستلقى في منزله الجديد، فرأى الوردة مزروعة على سطحها
فقال مستغرباً :
- لقد إشتقت إليكِ كثيراً ... لا أصدق عيني ...
- بل صدق انا وردتك التي أفنيتَ عمرك َ من أجلها ...
- لكن لماذا ، ؟؟؟ !!! ، لما أنت ِ هنا ؟؟ فالمكان موحش جداً
ولا يوجد ماء ...
- أفضل الموت عند الذي زرعني على كل الدنيا ...
- إذاً مدي جزوركِ لأسقيها بدموعي ..
وعندما شعرت أنه يقبل جزورها ، إبتسمت ، فقال لماذا إبتسامتكِ لا إبتسامت فيها ؟؟؟؟ فقالت لأنني أعلم المصير ..
فتعانقت عظامه وجزورها وكانهما عاشقين في أعلى قمة جبل